استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اليوم الثلاثاء, ممثل منظمة اليونيسف في لبنان, إدوار بيغبيدير, في السرايا الحكومي, بحضور مدير اليونيسف بالتكليف, أكيل ليار.
خلال اللقاء, أعرب بيغبيدير عن شكره لرئيس الحكومة على الدعم المستمر الذي قدمته الحكومة اللبنانية لليونيسف طوال السنوات الماضية. كما أعلن بيغبيدير أن هذا اليوم هو آخر يوم له في لبنان كممثل للمنظمة, مُقدماً ليار خلفاً له في المهمة.
وقال بيغبيدير: "ناقشنا الأوضاع الصعبة التي يمر بها لبنان والمنطقة, خاصة في ظل الحرب القائمة, والتي تؤثر بشكل مباشر على الجميع, ولا سيما على الأطفال.
وعلى الرغم من هذه الظروف, نحن مستمرون في إدخال المزيد من الأطفال إلى المدارس, وهو أمر بالغ الأهمية, حيث يعتبر التعليم الوسيلة الأفضل لإعادة هؤلاء الأطفال إلى حياتهم الطبيعية. نحن نتطلع إلى استمرار التعاون مع لبنان في هذا السياق".
في سياق آخر, التقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بوزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال, أمين سلام, الذي قدّم تقريرًا عن زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة الأميركية.
وأوضح سلام أن الزيارة كانت إيجابية, حيث أطلع ميقاتي على "نفحة أمل" يمكن أن تكون محورية للبنان في المرحلة المقبلة.
وقال سلام: "رغم الوضع الصعب الذي يمر به لبنان, فإننا في انتظار تحولات إيجابية على الصعيد الدولي, خصوصًا مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب. خلال الزيارة, أجرينا سلسلة من اللقاءات مع شخصيات قريبة من الرئيس ترامب, وحتى أنني عقدت اجتماعاً مع الرئيس ترامب قبل الانتخابات, ولاحظت اهتمامًا كبيرًا من قبل الولايات المتحدة تجاه لبنان, وهو اهتمام يتجاوز مجرد وقف إطلاق النار, بل يشمل دعم لبنان في مرحلة ما بعد الحرب".
وأشار سلام إلى أن الإدارة الأميركية الجديدة تُظهر استعدادًا لدعم لبنان اقتصاديًا واجتماعيًا, قائلاً: "ما لمسناه بوضوح من الاجتماعات التي عقدناها مع جهات أميركية معنية بالاستثمار والبنى التحتية هو أن هناك نية واضحة من الإدارة الأميركية الجديدة لدعم لبنان بشكل كبير, بشرط أن تُحل الأمور بالشكل الذي نأمل به".
وأكد وزير الاقتصاد أن ما يهم لبنان بشكل مباشر هو ما بعد وقف إطلاق النار, مضيفًا: "الهاجس الأكبر الآن هو الوضع الاقتصادي والاجتماعي في لبنان. الوضع الاقتصادي هو أولوية بعد مرحلة الحرب, ونستطيع أن نرى أن هناك توجهاً أميركياً لدعم لبنان في هذا السياق, سواء بشكل مباشر من الولايات المتحدة أو عبر مؤسسات دولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي".
وفي رده على سؤال حول الأخبار التي تداولت إمكانية فرض حصار بحري أو جوي على لبنان, قال سلام: "أعتقد أن كل ما قيل حول هذا الموضوع هو مجرد تهويل في إطار الضغوطات التي تسبق اجتماعات المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين في بيروت. هذا التهويل يهدف إلى كسب نقاط إضافية من خلال وضع الجانب الإسرائيلي في موقع أقوى في المفاوضات".
وأضاف, "حتى الآن, لدينا مخزون جيد من المواد الغذائية والاستهلاكية في لبنان, وهو يكفي لفترة طويلة. القطاع الخاص يعمل بشكل طبيعي, ولكن إذا حصل شيء من هذا النوع (حصار), سيؤثر ذلك على الكميات المتوفرة في السوق وعلى إمكانية دخول شحنات جديدة".
وفي ختام تصريحاته, أكد سلام أن ما حملته الزيارة من رسائل من الولايات المتحدة يشير إلى "نية أميركية واضحة لدعم لبنان اقتصاديًا واجتماعيًا بعد وقف إطلاق النار". وتابع: "هذه مرحلة حاسمة للبنان, حيث يمكن أن يكون على سكة الخروج من الأزمات والحروب التي مر بها على مدار سنوات. لبنان لديه فرصة فريدة اليوم ليكون جزءًا من التحولات الكبرى في المنطقة, ويجب أن يستغل هذه الفرصة بشكل كامل."
تصريحات وزير الاقتصاد أمين سلام تعكس التفاؤل الحذر بشأن مستقبل لبنان في ضوء الدعم الأميركي المتوقع. ومع ذلك, يبقى الوضع الداخلي في لبنان معلقًا على مسار المفاوضات والفرص الاقتصادية التي قد تفتحها الإدارة الأميركية الجديدة, حيث تسعى الحكومة اللبنانية إلى تحسين الوضع الاقتصادي عبر دعم دولي واسع.